jeudi 28 mai 2015

الرد على شبهة سورة المسد ( تبت يدا أبي لهب )

بسم الله الرحمن الرحيم الرد على شبهة سورة المسد .. حيث ادعى المتهوكون أنها مجرد سب في أبي لهب ولا فائدة فيها .. سورة المسد بسم الله الرحمن الرحيم تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) نزلت هذه السورة في أبي لهب وهو عبد العزى بن عبد المطلب (أي عم النبي صلى الله عليه وسلم) وامرأته أم جميل العوراء .. وكانا شديدي الإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم .. جاء في صحيح البخاري : لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } . صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون قريش ، حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : ( أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ) . قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ، قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) . فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ، فنزلت : { تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب } . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4770 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] معاني آيات السورة الكريمة : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} أي خابت وخسرت يدا أبي لهب .. أي خاب وخسر عمله .. {وَتَبَّ} أي خاب وخسر هو بذاته .. {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ} أي لا ينفعه ماله بعد أن سخط الله عز وجل عليه .. {وَمَا كَسَبَ} أي لا ينفعه ما كسب من مال أو ولد وغيرها بعد أن سخط الله عز وجل عليه .. {سَيَصْلَى نَارًا} أي سيدخل نارا يصطلي بحرها .. {ذَاتَ لَهَبٍ} أي أنها نار تشتعل وتلتهب وتتأجج .. {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} كانت تحمل حزمة من الشوك فتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه .. كما أنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس والعرب كانوا يقولون فلان يحطب على فلان ويقصدون النميمة .. وكلا التفسيرين جائز إذ هي تفعل هذا وذاك .. {فِي جِيدِهَا} أي في عنقها .. {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} أي من ليف .. بعض ما نستفيده ونتعلمه من هذه السورة : - لا ينفع الإنسان ماله وولده وكل ما يملكه لينجو من عذاب الله عز وجل إذا عمل بمساخطه .. - رغم أن أبا لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه في النار ولم تنفعه قرابته بالنبي صلى الله عليه وسلم .. إذن فالقرابة تنكسر بالكفر والشرك .. - حرمة أذية المؤمنين ودفاع الله سبحانه وتعالى عنهم .. - استدل العلماء من قوله تعالى { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } على صحة عقد الكفار لنسبة المرأة إلى أبي لهب .. قالوا : ((سَمَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى امْرَأَتَهُ ، وَلَوْ كَانَتْ أَنْكِحَتُهُمْ فَاسِدَةً لَمْ تَكُنْ امْرَأَتَهُ حَقِيقَةً .)) الإعجاز الغيبي في هذه السورة : لقد حكم الله سبحانه وتعالى في هذه السورة بهلاك أبي لهب وأنه من أهل النار .. فكان كما أخبر عز وجل .. إذ بعد نزول هذه السورة كان من الممكن أن يؤمن ويسلم أبو لهب كما آمن وأسلم كثير من الكفار والمشركين مثله فيعارض بذلك القرآن الكريم .. ولكن ذلك لم يحدث .. بل ضل أبو لهب طيلة حياته وهو كافر مشرك عدو للرسول صلى الله عليه وسلم وللحق الذي جاء به .. كما أن موتته كانت من شر موتة يموتها أحدهم حيث أنه أصيب بمرض خطير فمات ولم يستطيعوا غسله إلا بإفراغ الماء عليه من بعيد خوفا من عدوى المرض .. وكل هذا تحقيق لما حكم الله به عليه وأخبر في هذه السورة . معجزة تتعلق بنزول هذه السورة : ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، معجزة تتعلق بنزول هذه السورة ، وهي أنه صحّ أنه لما سمعت امرأة أبي لهب (أم جميل العوراء وكانت شديدة العداء للنبي صلى الله عليه وسلم مثل زوجها) ما نزل فيها وزوجها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفي يدها فهر (أي : بمقدار ملئ الكف) من حجارة فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا ترى إلا أبا بكر ، فقالت : يا أبا بكر ! أين صاحبك ؟ قد بلغني أنه يهجوني . والله لو وجدته لضربته بهذا الفهر ، والله إني لشاعرة ، ثم قالت : مذمما عصينا . وأمره أبينا . ثم انصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أما تراها رأتك ؟ قال : ما رأتني ، لقد أخذ الله بصرها عني . والحمد لله رب العالمين ..

أقرا المزيد

عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف


عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف

عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد
فهذا بحث حول رواية حك عبد الله بن مسعود للمصحف أرجو الافادة والاستفادة منه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.

وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).
وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).

وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه, (أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون). http://www.ust.edu/SSM/D_J_ha/1.html


وقد جاء في البخاري « 4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا.

موقف للحافظ ابن حجر

قال الحافظ في الفتح « وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور» (فتح الباري8/472).
قلت: قد سبق أن الرواية من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان وقد جاءت روايتهما معنعنة. وهي علة في الحديث يصعب المسارعة إلى تصحيح سندها فضلا عن أن تغلب القراءة المتواترة عن عبد الله بن مسعود والمتضمنة للمعوذتين.

فإنه على افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة:

1- أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة.

2- من المعلوم أن القراءات الثلاث ترجع إلى عدد من الصحابة، فقراءة أبي عمرو رحمه الله تعالى ترجع بالسند إلى الصحابي الجليل أبي بن كعب، وترجع قراءة عاصم بالسند إلى الصحابيين الجليلين علي رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه، وترجع قراءة ابن عامر الشامي بالسند إلى الصحابيين الجليلين عثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما.

3- أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك. وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى أن توفاه الله. ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار. ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء.

4- أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع على هذا القرآن الذي بين أيدينا.

5- أن عبد الله بن مسعود لم يقل ما قاله المجلسي والعاملي والمفيد من أن القرآن قد وقع فيه التحريف مادة وكلاما وإعرابا.


6- أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة.

7- أين هذا من طعن الشيعة بعلي حيث وصفوه بباب مدينة العلم وأنه بقي ستة أشهر يجمع القرآن ثم زعموا أنه غضب من الصحابة فأقسم أن لا يروا هذا القرآن الذي جمعه هو. وبقي القرآن إلى يومنا هذا غائبا مع الإمام الغائب.

8- أين هذا من ادعاء الشيعة بعد انقراض جيل الصحابة على أن هذا القرآن الذي بأيدينا اليوم وقع فيه التحريف وحذف منه اسم علي وأسماء أهل البيت.

9- أن من استنكر من ابن مسعود هذا الموقف من سورتين قصيرتين فيكون عليه من باب أولى أن يستنكر ما هو أعظم منه وهو قول الرافضة بأن الظاهر من ثقة الإسلام الكليني أنه كان يعتقد بالتحريف والنقصان في كتاب الله (مقدمة تفسير الصافي ص 14 و 47 طبع سنة 1399هـ)

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية

أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف؟
21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/ 129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهوسليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.
وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/ 13).
وقال النووي «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/ 396).
وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبوبكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه,
(أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمروالبصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون).
وقد جاء في البخاري «4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا.

شبهة: إنكار عبد الله بن مسعود للمعوذتين عرض ونقض
قصة إنكار الصحابي الجليل
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للمعوذتين
سنداً ومتنا
أبوعبد الرحمن السلفي غفر الله له
هذه الشبهة! من الناس من تلقاها بقلب سليم، ومنهم من تلقاها بقلب أسود! فراح يطعن في الدين تارة وفي القرآن أخرى وفي الصحابة الكرام!! فيا ليت شعري لوأنهم يفقهون فحسب أن مسالك أهل الأهواء معلومة عند ذوي البصيرة وطرائقهم معروفة مفضوحة في كل زمان ومكان … !
ذلك أنهم دائماً ما يتشبثون بمتشابه الكلام، ويتركون ما أحكم منه، أويركنون إلى الإجمال ويفرون بلا تعقيب عن التفصيل والبيان، وهكذا هم يقفون في سرداب واحد مع أعداء الإسلام الكائدين لهم بليل.
فها هي مقالاتهم متهافتة على مر الأزمان، وحجتهم مدحورة قهرها أسود الإسلام، ويكاد يكون كلامهم إنما هواجترار لكلام قديم، فيا ليتهم يأتونا بجديد، لنشحذ سيوف البراهين، ونلقن مدافع الأدلة، ولكن هيهات هيهات
فالجبن طبعهم، وهكذا هم في كل موطن لا يفقهون، وحيثما أتوا لن يفلحوا … ! كتبت عليهم الذلة
أما صاحب القلب السليم المتيقن من صراطه المستقيم، إن عُرض عليه نص شرعي أشكل عليه، إنما يتهم فهمه لا النص
ويتهم علمه ولا يتهم النص أوالدين، لانه متيقن كامل اليقين بصحة هذه النصوص ومسلم لها أتم التسليم.
ومن ذلك شنشنتهم النشاز، حول إنكار الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود للمعوذتين، فبالله أستعين وأقول:
الكلام على الرواية سنداً ومتناً:
أما سنداً:
فقد رواها البخاري في صحيحه وغيره، ورواية البخاري تختلف عن رواية غيره ولها تأويل سيأتي.
ودعونا أولاً نقارن بين الرواية عند البخاري والروايات الموجوده عند غيره:
رواية البخاري:
عن زر بن حبيش قال سألت أُبَيّ بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أُبَيّ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما الروايات التي خارج البخاري فمختلفة
ففي مسند الإمام أحمد: عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى.
وفي المعجم الكبير للطبراني:
عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد الله يحك المعوذتين، ويقول:”لم تزيدون ما ليس فيه؟ “.
فالأولى فيها الأعمش وهو: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبومحمد الكوفي الأعمش أحد الحفاظ الأعلام إلا أنه كما قال عنه حبان في ثقاته: (كان مدلساً) وقال في التقريب (كان يدلس) وقال الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين (55): (سليمان بن مهران الاعمش محدث الكوفة وقارؤها وكان يدلس) وصفه بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم) قال في ميزان الاعتدال: (وهويدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال ” عن ” تطرق إلى احتمال التدليس).
أما الثانية ففيها أبواسحق السبيعي (عمروبن عبد الله السبيعي الكوفي مشهور بالتدليس وهوتابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك) طبقات المدلسين (91) وقال ابن حبان (كان مدلسا) فهومتهم بالتدليس أيضاً! بل وقد اختلط في آخر عمره، وقد عنعنا في هاتين الروايتين ولم يصرحا بالتحديث، ومع ذلك فهي مخالفة للرواية الأصح! وهي رواية البخاري التي ليس فيها التصريح بإنكار المعوذتين، ورواية البخاري لها توجيه جيد سيمر معنا.
إذن فالرواية التي بها التصريح بإنكار كون المعوذتين قرآناً لا تخلومن مقال، وهي مع ذلك مخالفة لما في صحيح البخاري بل هي مخالفة لما صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، بل مخالفة لما تواتر عنه!
قال الإمام النووي: (ما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه قال ابن حزم في أول كتابه المجاز هذا كذب علي ابن مسعود موضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عن ابن مسعود وفيها الفاتحة والمعوذتان) المجموع (3/ 396)
وهكذا أيضاً حكم عليها ابن حزم والفخر الرازي في أول تفسيره والقاضي عياض وغيرهم، مع العلم أن كثيراً من أهل العلم أيضاً حكموا عليها بالصحة ولكنهم وجهوها توجيهاً سليماً وأجابوا عليه بإجابات قوية، ولكن العبرة بالحجج! وهاهي اسوقها واحدة واحدة!
وكم ترك الأول للآخر!
هذا سنداً
أما من ناحية المتن!
فالمتن فيه نكارة … !
فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه اعتبارهما قرآناً:
فروى الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله، أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فمده مدا شديدا حتى قطع السير، وقال:”إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك”، ثم قال:”إن التولة، والتمائم، والرقى لشرك”، فقالت امرأة: إن أحدانا لتشتكي رأسها فيسترقي فإذا استرقت ظن أن ذلك قد نفعها، فقال عبد الله:”إن الشيطان يأتي أحدكم فيخش في رأسها فإذا استرقت خنس فإذا لم تسترق خنس، فلوأن إحداكن تدعوبماء فتنضحه في رأسها ووجهها، ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرأ: “قل هوالله أحد”، “وقل أعوذ برب الفلق”، “وقل أعوذ برب الناس” نفعها ذلك إن شاء الله”.رواه الطبراني في المعجم الكبير [8772] بهذا اللفظ ورواه غيره بدون ذكر قراءة السور الثلاث وصححه الشيخ الألباني من طريق الحاكم في المستدرك ولكنه نبه إلى ان في تلك الرواية زيادة وهي قول ابن مسعود ففي الطبراني موقوفة على ابن مسعود “إن التولة، والتمائم، والرقى لشرك” وعند الحاكم مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ الألباني أن رفعها هوالصحيح، الصحيحة [2972].
وهذا الحديث صريح جداً في اعتبار قرآنيتهما فهورضي الله عنه:
- سبقهما بالبسملة
- وقال (تقرأ) وهذه تستعمل للقرآن ولوأراد أنهما دعاء لقال تدعو!
- ثم جمعهما مع سورة الإخلاص.
- فلوكان الأمر في اعتقاد ابن مسعود أن المعوذتين زيادة على القرآن لما سكت! بل للهج بالتنبيه مرات ومرات ولم ينبه هنا! بل أجمل بما يفهم منه اعتباره قرآنيتهما.
والأظهر من ذلك أن كثيراً من طرق قراءات القرآن الكريم يتصل سندها بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالتواتر! ولم نجد ولا طريق واحد عنه – من هذه الطرق – بدون المعوذتين!! فطريق أبوعمروالبصري وعاصم بن أبي النجود وحمزة الزيات والكسائي وغيرهم كثير كلها عن عبد الله بن مسعود وفيهم المعوذتين! وهذا تواتر التواتر!!
فهل يقابل بمثل ذاك الحديث الذي لا يخلومن علة في سنده ومتنة، مالكم كيف تحكمون؟! مع أن ” قانون المناظرة يقضي أن القوي يدفع بما هوأقوى منه ” (1)!!
قال العلامة الألوسي: (وفي شرح المواقف: أن اختلاف الصحابة في بعض سور القرآن مروي بالآحاد المفيد للظن ومجموع القرآن منقول بالتواتر المفيد لليقين الذي يضمحل الظن في مقابلته) (2)
أما عن تناقض المتن:
فمن هومثل ابن مسعود رضي الله عنه الذي اصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له، وهوالمقدم في علوم القرآن لا يشتبه عليه ما هوقرآن بما هوليس بقرآن، نقل القرطبي في تفسيره كلام أبوبكر الأنباري قوله: ( … المعوذتين من كلام رب العالمين المعجز لجميع المخلوقين … وكلام الخالق الذي هوآية محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وحجة له باقية على جميع الكافرين لا يلتبس بكلام الآدميين على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان العالم باللغة العارف بأجناس الكلام وأفانين القول) (3)!!
فطالب العلم الذي يعجب بكلام شيخ معين، تراه من أول ما يقرأ له سيعرف أنه من كلام شيخه أم لا، لأن كلام شيخه قد علق في ذهنه فعرف أسلوبه وعاشه، ومثل هذا حاصل كثير! فكم من كتاب تبين أنه منحول على مؤلفه لمجرد أن العلماء يقولون بأن هذا ليس نمط المؤلف في الكتابة؟!
فيحي بن معين يأتيه الكلام منسوباً لإبن المبارك، فيقسم بالله أن هذا ليس من قول ابن المبارك لأن مثل هذا مع كثرة الممارسة وطول الخبرة والتضلع بالعلم وأنماط الكلام صار يعرف ان اسلوب هذا كذا وأسلوب هذا كذا وكذا!
فإن كان هذا مع طلاب العلم أومع كلام البشر، فكيف يختلط كلام الله الذي عليه مسحة من نور، وقطعة من بهاء وعليه رداء التميز والإعجاز الذي لا يخفى على العوام حتى! كيف يختلط مثل هذا على عالم بحر حبر مثل ابن مسعود؟
فواعجبي لللاهجين بعرض ابن مسعود، ويا عجبي للساعين – حثيثاً – لإثبات ان القرآن فيه ما زيد ونقص ما أجهلهم بأصول العلم حتى، فلا نقول بقواعد النقد .. ! وسلوا ربكم السلامة فأدواء العقول ما أكثرها ..
ثم زد على ذلك كله تناقض آخر في المتن:
- لوكان ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن المعوذتين زيادة في القرآن لما أنكر مثل هذا الإنكار البارد، بل واجب عليه أن يعلنها صيحة مدوية
ألم تر ما فعل بلال لما خالف عمر في مسألة فقهية؟! أليس هذا أولى أن يحدث مثله في مسألة في أصل الأصول وهوالقرآن العظيم؟.
- ولوكان ذلك ثابتاً، لما خرج من أبي بن كعب هذا التعليق البسيط أيضاً .. رجل يأتيك يقول لك أن القرآن فيه ما زيد ونقص تقول له قيل لنا فنحن نقول كما قيل؟! وعالم مثل أبي شهد له النبي بالعلم والفضل يعرف أن انكار حرف من القرآن كفر!
وهكذا لاشتهر الخلاف بين الصحابة – وهذا ما لم يحدث – بل كانت مسألة بعيداً تماماً عن انكار شيء من القرآن
وللسائل أن يسأل هاهنا … ماذا عن رواية البخاري؟!
فأقول: قال الإمام ابن القيم في بدائع التفسير: (فإن قلت: فكيف جاء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر والمأمور به، فقال (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) ومعلوم أنه إذا قيل: قل الحمد لله، وقل: سبحان الله، فإن امتثاله أن يقول: الحمد لله وسبحان الله، ولا يقول: قل سبحان الله.
قلت: هذا هوالسؤال الذي أورده أبيّ بن كعب على النبي صلى الله عليه وسلم بعينه، وأجابه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال البخاري في صحيحيه: حدثنا قتيبة، حدثنا عاصم وعبده، عن زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قيل لي فقلت) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش، وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قيل لي، فقلت: قل) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: مفعول القول محذوف، وتقديره: قيل لي قل، أوقيل لي هذا اللفظ، فقلت كما قيل لي) (4) ا. هـ
فهل ترى معي هذا التوجيه ما أحسنه؟! فليس في رواية البخاري ما يصرح بإنكار المعوذتين أنهما من كلام الله.
فإن قيل بعد كل هذا – الكلام على سنده ومتنه – بل هوصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه! فالجواب عليه من وجوه:
أن ذلك كان اجتهاداً منه رضي الله عنه، أنه لا يرى كتابة المعوذتين في مصحفه تماماً كما لم يكتب الفاتحة في مصحفه، فهل يقال أنه كان ينكرها أيضاً؟!
نقل النووي عن المازري قوله: (ويحتمل ما روي من إسقاط المعوذتين من مصحف ابن مسعود أنه اعتقد أنه لا يلزمه كتب كل القرآن) (5)
ويجاب عليه أيضاً أنه يجوز أن تكون قد تواترت عند الصحابة لكن لم تتواتر عنده قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي:
(جاء عن ابن مسعود أنه كان يقول أن المعوذتين ليستا من القرآن واعتذر أهل العلم عنه بأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما يصرح بقرآنيتهما ولا تواتر ذلك عنده مع أن المقطوع به تواتر ذلك عند غيره) (6)
ويجاب عنه كذلك: أن ذلك إنما صدر منه ولم يستقر الإجماع بعد، والصحابة في آحادهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل، لكنه إن صح ذلك عنه سيكون قد تراجع عنه بعد ان استقر الإجماع عليهما، ذلك لأن ابن مسعود رضي الله عنه وكان يجهز الإبل طلباً في معنى آية من آيات الله! ولأنه اشتهر عنه التفسير إلى آخر ايام حياته ما انقطع ولا ترك يفسر القرآن ويقرأه، وإن كان هويعتقد زيادتهما في القرآن لاشتهر الأمر عند تلامذته أيضاً – لأنه سيحذرهم من زيادتهما!! – ولنبههم عليه مراراً! – لأن الأمر دين! – ولكن كل ذلك لم يحصل! ولم ينقل إلا مرة واحدة من تساؤل زر بن حبيش وهومتأول بما مضى.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرة: (ثم لعله رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة) (7).
وإن أثبتنا علة السند ونكارة وشذوذ المتن فلا حاجة لنا بمثل هذه التؤيلات والإجابات، فالقصة لا تثبت سنداً ولا متناً وإن ثبتت فلها إجابات حسنة، والله تعالى أعلم.
منقول
المصدر: شبكة الزهراء الإسلامية
أن ابن مسعود يحك المعوذتين من القرآن
وعن عبد الرحمن بن يزيد يعنى الخعى قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى. رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات مجمع الزوائد ج7 ص152
حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب، حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال كان عبد الله يحك المعوذتينمن مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى قال الأعمش وحدثنا عاصم عنزر عن أبي بن كعب قال سألنا عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقيل لي فقلت. مسند الامام أحمد المجلد الخامس حديث زر بن حبيش عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=3&CID=116#s3
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بنحبيش، وحدثنا عاصم، عن زر، قال سألت أبى بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابنمسعود يقول كذا وكذا. فقال أبى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيللي. فقلت، قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. صحيح بخاري كتاب التفسير
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=13&CID=141#s115
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبونعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال رأيت عبد الله يحك المعوذتين ويقول لم تزويدون ما ليس فيه المعجم الكبير للطبراني ج9ص234
الرد
قد اختلف العلماء في هذه المسألة ذهب بعضهم لإنكار الأحاديث الواردة في ذلك مثل:
المجموع شرح المهذب لمحيى الدين النووي ج3ص396
“أجمع المسلمون علي أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن وأن من جحد شيئا منه كفر وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه قال ابن حزم في أول كتابه المجاز هذا كذب علي ابن مسعود موضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عن ابن مسعود وفيها الفاتحة والمعوذتان “
المحلى لابن حزم ج1 ص13
“وكل ما روى عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرءان لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصح وانما صحت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أم القرءان والمعوذتان.”
البرهان للزركشي ج2 ص127
“والمعوذتان من القرآن واستفاضتهما كاستفاضة جميع القرآن وأما ما روي عن ابن مسعود قال القاضي أبوبكر فلم يصح عنه أنهما ليسا بقرآن ولا حفظ عنه أنه حكهما وأسقطهما من مصحفه لعلل وتأويلات قال القاضي ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أوإلى أبي بن كعب أوزيد أوعثمان أوعلي أوواحد من ولده أوعترته جحد آية أوحرف من كتاب الله وتغييره أوقراءته على خلاف الوجه المرسوم في مصحف الجماعة بأخبار الآحاد وأن ذلك لا يحل ولا يسمع بل لا تصلح إضافته إلى أدنى المؤمنين في عصرنا فضلا عن أضافته إلى رجل من الصحابة “
قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره: الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعودكذب باطل.
ابن نجيم الحنفي في كتاب فتح الغفار بشرح المنار ج1ص11
“وأما عن ابن مسعود من إنكارهما لم يصح، وإن ثبت خلومصحفه لم يلزم إنكاره لجوازه لغاية ظهورهما، أولأن السنة عنده أن لا يكتب منه إلا ما أمر عليه الصلاة والسلام بكتبه ولم يسمعه “
وغيرهم
ودليلهم أن القرآن وصل بالتواتر وبأسانيد صحيحة عن ابن مسعود وفيه المعوذتين
ولكن ابن حجر خالفهم في هذا قائلا:
والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الرواية صحيحة والتاويل محتمل، والاجماع الذي نقله ان اراد شموله لكل عصر فهومخدوش، وان اراد استقراره فهومقبول. فتح الباري
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=431#s23
وذهب البعض إلى أن ابن مسعود كان يظن أنها دعاء كان النبي يعوذ بهما الحسن والحسين رضي الله عنهما فلما علم انهما من القرآن تراجع عن رأيه
قال القرطبي في تفسيره 2/ 251: وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به، وليستا من القرآن، خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت.
قال ابن قتيبة: لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين، لأنه كان يسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعوذ الحسن والحسين – رضي الله عنهما
نقول من الواضح أن ابن مسعود رضي الله عنه لم ينكر أن المعوذتين من كلام الله ولكنه ظن أنها رقية كان يرقي الرسول صلى الله عليه وسلم بها الحسن والحسين وكان ذلك قبل التواتر فالتواتر لم يثبت عنده وإذا كانت المعوذتين ليستا مما قرأ في العرضة الاخيرة لكانت حجية وبرهان ابن مسعود أقوى لنفيهما وابن مسعود لم يحتج بذلك فعندما ثبت التواتر رجع عن قوله رضي الله عنه
قال ابن كثير في تفسيره ج4 ص572
“فقلت وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتواتر عنده ثم قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة فإن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوهما في المصاحف الأئمة ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ولله الحمد والمنة”
ودليل رجوعه ايضا أن القرآن الذي بين أيدينا من رواية الصحابة ومن بينهم عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه وفيه المعوذتين وقد حفظها وأقرأها لجميع من أخذوا عنه القرآن الكريم والدليل ايضا على تراجعه هوسكوت الصحابة رضي الله عنهم فقد تناظر الصحابة في أقل من هذا وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل فكيف يجوز ان يقع التهاون والتخفيف فيه؟!!
وقد ذكر ذلك تلاميذ ابن مسعود الذين أخذوا منه القراءة أن المعوذتين من القرآن
المصنف لابن ابي شيبه ج7 ص194بسند صحيح
حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن إبراهيم قال: قلت للاسود: من القرآن هما: قال: نعم – يعني المعوذتين
وقد قال رضي الله عنه
عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال: إني قد سمعت القراءة، فوجدتهم متقاربين، فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هوكقول أحدكم: هلم، وتعال. رواه سعيد بن منصور في سننه رقم 34 وأبوعبيد في الفضائل ص361 وغيرهم وسنده صحيح
وإليكم سند القرآن إلى ابن مسعود
أولا: قراءة عاصم وهوأحد القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة حيث قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني .. وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/ 315 – 3
ثانيا: قراءة حمزة وهومن القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة فقرأ حمزة على سليمان الأعمش الذي كان يجود حرف ابن مسعود وقرأ الأعمش على زيد بن وهب ومسعود بن مالك وكلاهما قرأعلى ابن مسعود غاية النهاية 1/ 236 – 2
وقراءة حمزة بسند ثاني حيث قرأ حمزة على حمران بن أعين وقرأحمران بن أعين على قراءة ابن مسعود حيث أخذ القراءة عن يحيى بن وثاب الذي أخذ عن مسروق بن الأجدع وأبوعمروالشيباني وزر بن حبيش وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/ 236 – 237.
وقراءة حمزة بسند ثالث حيث قرأ على أبي إسحاق السبيعي .. وقرأ السبيعي على علقمة بن قيس وعلى زر بن حبيش وعلى زيد بن وهب وعلى مسروق وهم جميعا عرضوا على عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/ 236 – 237.
ثالثا: قراءة الكسائي وهوأحد القراء العشر حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بسنده إلى ابن مسعود حيث قرأ على حمزة الذي سبق ذكر سنده إلى ابن مسعود غاية النهاية لابن الجزري 1/ 474 (2212
رابعا: قراءة خلف حيث قرأ على سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد وهما قرءا على حمزة والذي ينتهي إلى ابن مسعود
خامسا: قراءة خلاد حيث قرأ على سليم بن عيسى عن حمزة .. وعن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم الذي انتهى سند كلاهما إلى ابن مسعود
وهنا قراءة حمزة عن ابن مسعود وقراءة جعفر الصادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الصادق أبوعبد الله المدني، قرأ على “س ك” آبائه رضوان الله عليهم محمد الباقر فزين العابدين فالحسين فعلي رضي الله عنهم أجمعين، وقال الشهرزوري وغيره إن قرأ على أبي الأسود الدئلي وذلك وهم فأن أبا الأسود توفي سنة تسع وستين كما سيأتي وذلك قبل ولادة جعفر الصادق بإحدى عشرة سنة، قرأ عليه “س ك” حمزة ولم يخالف حمزة في شيء من قراءته إلا في عشرة أحرف والأرحام في النساء بالنصب ويبشروبابه بالتشديد وتفجر لنا بالتشديد وحرام على قرية بالالف ويتناجون بالالف أنتم بمصرخي بفتح الياء وسلام على أل ياسين بالقطع ومرك السي بالخفض وأظهر اللام من هل وبل عند التاء والثاء والسين وولدا وولده بفتح الواوواللام قال جعفر الصادق هكذا قراءة على بن أبي طالب أخبرنا عبد اللطيف بن القبيطي إذنا قال أنا أبوبكر بن المقببرب أنا الأستاذ أبوطاهر حدثنا أبوعلي الحسن بن علي المقري ثنا أبوإسحاق الطبري ثنا أبوعبد الله محمد بن الحسين بن أبي طالب ثنا عبد الله بن برزة الحاسب أخبرني جعفر بن محمد الوزان أخبرني علي بن سلم النخعي عن سليم عن حمزة قال قرأت على أبي عبد الله جعفر الصادق القرآن بالمدينة فقال ما قرأ علي أقرأ مكن ثم قال لست أخالفك في شيء من حروفك إلا في عشرة أحرف فإني لست أقرأ بها وهي جائزة في العربية فذكرها، توفي سنة ثمان وأربعين ومائة كتاب غاية النهاية في طبقات القراء ج1 ص179
http://www.almeshkat.net/books/aصلى الله عليه وآله وسلم chive/books/tbkat%2algصلى الله عليه وآله وسلم a.zip
الخلاصة
أن القرآن وصل لنا بأسانيد صحيحة إلى ابن مسعود وفيه المعوذتين وبهذا يسقط قول الرافضة أن ابن مسعود أنكر المعوذتين
فى كتب الشيعة الامام الرضا ينكر المعوذتين
وأن (المعوذتين) من الرقية، ليستا من القرآن دخلوها في القرآن وقيل: أن جبرئيل عليه السلام علمها رسول الله صلى الله عليه وآله. فإن أردت قراءة بعض هذه السور الأربع فاقرأ (والضحى) و(ألم نشرح) ولا تفصل بينهما وكذلك (ألم تر كيف) و(لايلاف). وأما (المعوذتان) فلا تقرأهما في الفرائض، ولا بأس في النوافل فقه الرضا ص113
http://www.yasoob.com/books/htm1/m1/ /no2.html
ورد عالمهم البحراني
في كتاب الفقه الرضوي صريح الدلالة في ما نقل عن ابن مسعود حيث قال (عليه السلام): وان المعوذتين من الرقية ليستا من القرآن ادخلوهما في القرآن، وقيل ان جبرئيل (عليه السلام) علمهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى ان قال ايضا: واما المعوذتين فلا تقرأهما في الفرائض ولا بأس في النوافل. انتهى. والاقرب حمله على التقيةالحدائق الناضرة للبحراني ج8 ص232
http://www.yasoob.com/books/htm1/m1/ 2/no23.html
ولا أدري لماذا لا تقرأ المعوذتين في الفرائض!! وهل الأمام يستخدم التقية في القرآن!!
ويقول الرافضة أن فقه الرضا كتاب منسوب للأمام الرضا وأقول أن المجلسي ووالده أثبتوا صحة الكتاب وكذلك الميرزا النوري في مستدركاته والبحراني وغيرهم ويكفي أن علي بن بابويه يعتقد بصحته وهووالد الصدوق
وهذا قول المجلسي
وكتاب فقه الرضا (عليه السلام) أخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه بعد ما ورد إصفهان. قال: قد اتفق في بعض سني مجاورتي بيت الله الحرام أن أتاني جماعة من أهل قم حاجين، وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا صلوات الله عليه وسمعت الوالد رحمه الله أنه قال: سمعت السيد يقول: كان عليه خطه صلوات الله عليه، وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء، وقال السيد: حصل لي العلم بتلك القرائن أنه تأليف الامام (عليه السلام) فأخذت الكتاب وكتبته وصححته فأخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد واستنسخه وصححه. وأكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبوجعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره – الفقيه من غير سند، وما يذكره والده في رسالته إليه وكثير من الاحكام التي ذكرها أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكورة فيه كما ستعرف في أبواب العبادات بحار الانوار ج1 ص11
http://www.yasoob.com/books/htm1/m13/ 12/no128.html
وهذا آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء يؤكد أن النوري أثبت الكتاب
وفيه استشهد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) بسم المأمون سنة 23 هـ وكان قد نصبه ولياً للعهد وينسب له جملة من أصحابنا كتاب فقه الرضا وقد طبع في إيران وكتب الشيخ النوري في مستدركه بحثاً مفصلاً عنه قد اثبت فيه صحة نسبة الكتاب إليه سلام الله عليه
http://www.kashifalgetaa.com/moalefat/5/down.html
توقيع: ناصرة السنة

أقرا المزيد

عمر يريد أن يكتب آية الرجم بيده لكنه يخشى الناس ..





يقول الرافضي : عمر يريد أن يكتب آية الرجم بيده لكنه يخشى الناس… إقرأ التحريف في.كتاب الله المصدر كتاب صحيح البخاري 6328.
رد الشبهة
الرواية كما وردت في صحيح البخاري : فبعد ان قال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث طويل قال :إن الله بعث ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو ‏ ‏الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا ‏ ‏تطروني ‏ ‏كما ‏ ‏أطري ‏ ‏عيسى ابن مريم ‏ ‏وقولوا عبد الله ورسوله .
الجواب : تعليق ابن حجر العسقلاني :
ومناسبة إيراد عمر قصة الرجم والزجر عن الرغبة عن الآباء للقصة التي خطب بسببها وهي قول القائل : ” لو مات عمر لبايعت فلانا “ أنه أشار بقصة الرجم إلى زجر من يقول لا أعمل في الأحكام الشرعية إلا بما وجدته في القرآن وليس في القرآن تصريح باشتراط التشاور إذا مات الخليفة , بل إنما يؤخذ ذلك من جهة السنة كما أن الرجم ليس فيما يتلى من القرآن وهو مأخوذ من طريق السنة , وأما الزجر عن الرغبة عن الآباء فكأنه أشار إلى أن الخليفة يتنزل للرعية منزلة الأب فلا يجوز لهم أن يرغبوا إلى غيره بل يجب عليهم طاعته بشرطها كما تجب طاعة الأب , هذا الذي ظهر لي من المناسبة والعلم عند الله تعالى . فهذا كلام ابن حجر موضحا ومفسرا للذين على قلوبهم ران وغلو .كما هو واضح وجلي لكل من له بصيرة لو تمعن بالرواية جيدا يجد ان امير المؤمنين عمر لم يعتبر الاية من القران المحفوظ .ولكن حكمها باقٍ . ولهذا قال امير المؤمنين انه لم يثبتها في المصحف لانها ليست من كتاب الله .
وفي الدر المنثور في التفسير بالمأثور يورد الرواية بشكل افضل فيقول :واخرج احمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول‏:‏ الا وان ناس يقولون‏:‏ ما بال الرجم‏.‏‏.‏‏!‏ وفي كتاب الله الجلد، وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون، ويتكلم متكلمون‏:‏ ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت‏.‏ فمن هذا يتضح جليا بان عمر امير المؤمنين لا يعتبرها اية من كتاب الله .
ونفيد في هذه المسألة أن كل آية موجودة في كتاب الله المجموع بين الدفتين يسمى قرآنا وما عداها لا يسمى قرآنا كالآيات المنسوخة والأحاديث القدسية وحتى كلام الله تعالى في الكتب السماوية السابقة لا تسمى قرآنا ، لذا قال عمر رضي الله عنه بأنها ليستآية من القرآن ولكنها تبقى كلام الله جل وعلا .
رمتني بدائها وانسلت
الغريب في الموضوع والامر ان اية الرجم ذكرت عند الشيعة الجعفرية في اصح واجل كتبهم وصححها علمائهم الكبار .واليكم هذا الحديث في الكافي وصححه المجلسي :
ح3- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) الرَّجْمُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيْخُ وَ الشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهْوَةَ.



أقرا المزيد

قراءة “عباد الرحمن” أم “عند الرحمن”

السؤال: سورة الزخرف آية 19 في رواية حفص: {وجعلوا الملائكة الذين هم ( عباد ) الرحمن إناثاً } في رواية ورش: { وجعلوا الملائكة الذين هم ( عند) الرحمن إناثاً } هذا اختلاف في الكلمات والمعنى, فهل هذا تحريفٌ للقرآن الكريم؟ 422562_243012942459303_1157469964_n الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين, وبعد: القراءتان صحيحتان ولا شك في ذلك أبداً والرسم العثماني بالفعل معجزة حقيقة فهي مكتوبة في مصحف عثمان هكذا “عبد” ولكن بدون تنقيط لكي تحتمل كل القراءات الواردة في هذه الكلمة وعلى حرف الباء ألف صغير يُسمى ألف الإلحاق وقال الشاطبي رحمه الله في نظم الشاطبية: “عباد برفع الدال في عند غلغلا” مثال آخر على هذه النقطة كلمة مالك يوم الدين في سورة الفاتحة مكتوبة “ملك” في قراءة عاصم والكسائي ويعقوب وخلف ويوضع ألف الإلحاق الصغير لتعريف القاريء أنها تُقرأ هكذا “مالك” أما في قراءة الباقيين فتقرأ هكذا على أصلها “ملك” وبدون وضع ألف الإلحاق هذا بالنسبة للفظها وكتابتها أما المعنى ففي قراءة حفص عن عاصم ” عباد الرحمن” أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الملائكة عباد لله وفيه رد على من يقول أن الملائكة بنات الله كما قال مشركو مكة وغيرهم أما قراءة “عند الرحمن” عند ورش وغيره ففيه رد على أهل البدع الذين ينكرون صعود الملائكة عند الله فالقراءتان فيهما إعجاز في الرسم العثماني وفي المعنى البياني فسبحان منزّل القرآن سبحانه وتعالى ينزّل الآية الواحدة بعدة قراءات وعند دراسة القراءات نجد كثيراً من المعاني التي ترد على أهل البدع والمخالفين وتقطع حجتهم قال الشوكاني في فتح القدير: ” قرأ الكوفيون : { عباد } بالجمع ، وبها قرأ ابن عباس . وقرأ الباقون : { عند الرحمن } بنون ساكنة ، واختار القراءة الأولى أبو عبيد ، لأن الإسناد فيها أعلى ، ولأن الله إنما كذبهم في قوله : إنهم بنات الله ، فأخبرهم أنهم عباده ، ويؤيد هذه القراءة قوله : { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنببياء : 26 ] ، واختار أبو حاتم القراءة الثانية ، قال : وتصديق هذه القراءة قوله : { إِنَّ الذين عِندَ رَبّكَ } [ الأعراف : 206 ] وبنفس قول الشوكاني قال القرطبي عليهما رحمة الله تعالى والحمد لله رب العالمين
أقرا المزيد

تعدد القراءات للقرآن الكريم ليس من التحريف ( عباد ) ( عند) الرحمن إناثاً

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 422562_243012942459303_1157469964_n فإن القرآن محفوظ من التحريف، فقد تعهد الله بذلك في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}. قال ابن جرير الطبري: قوله تعالى ذكره: إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ـ وهو القرآن ـ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ـ قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه. اهـ. وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9} القرآن، كما قال ابن الجوزي في تفسيره. وقال القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يتحدث عن أنواع المعجزات وإعجاز القرآن رحمه الله: لأن الأمة لم تزل تنقل القرآن خلفاً عن سلف، والسلف عن سلفه إلى أن يتصل ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم المعلوم وجوده بالضرورة وصدقه بالأدلة والمعجزات، والرسول أخذه عن جبريل ـ عليه السلام ـ عن ربه عز وجل، فنقل القرآن في الأصل رسولان معصومان من الزيادة والنقصان، ونقله إلينا بعدهم أهل التواتر الذين لا يجوز عليهم الكذب فيما ينقلونه ويسمعونه لكثرة العدد. اهـ. وأما تعدد القراءات: فليس من التحريف، والفرق بينهما أن القراءات المتواترة مروية كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي كلها قرآن ولا تناقض بينها، وهي كلها تفيد معاني صحيحة لا تناقض بينها، والآية رقم: 19ـ في سورة الزخرف من هذا القبيل، فقد ثبتت القراءتان بالتواتر عن القراء المتصلة أسانيدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في السبعة في القراءات لابن مجاهد ص: 585 ـ واختلفوا في الباء والنون من قوله تعالى: الذين هم عباد الرحمن ـ فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: عند الرحمن ـ بالنون، وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: عباد الرحمن ـ بالباء. اهـ. وجاء في إبراز المعاني من حرز الأماني لأبي شامة ص: 678ـ بيان توجيه القراءتين وصحة ما دلتا عليه، حيث قال أبو شامة رحمه الله تعالى: التعبير عن الملائكة بأنهم عباد الرحمن ظاهر، أما عبارة: عند ـ فأشار إلى شرف منزلتهم، وقد جاء في القرآن التعبير عنهم بكل واحد من اللفظين: بل عباد مكرمون ـ إن الذين عند ربك لا يستكبرون ـ ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته. اهـ. وقال الطبري في التفسير: واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة: الذين هم عند الرحمن ـ بالنون فكأنهم تأولوا في ذلك قول الله جلّ ثناؤه: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ ـ فتأويل الكلام على هذه القراءة: وجعلوا ملائكة الله الذين هم عنده يسبحونه ويقدسونه إناثا, فقالوا: هم بنات الله جهلا منهم بحق الله, وجرأة منهم على قيل الكذب والباطل، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ـ بمعنى: جمع عبد فمعنى الكلام على قراءة هؤلاء: وجعلوا ملائكة الله الذين هم خلقه وعباده بنات الله, فأنثوهم بوصفهم إياهم بأنهم إناث والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وذلك أن الملائكة عباد الله وعنده. ومثل هذا الخلاف لا يعد تحريفًا للقرآن, وإنما هو مظهر من مظاهر تعدد القراءات القرآنية المتواترة التي قطع أهل العلم بصحة جميعها, وكانت موافقة لرسوم المصاحف التي كتبها الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وقد سبق لنا بيان ما في تعدد القراءات القرآنية من الفوائد والحكم،
أقرا المزيد

شبهة تحريف / قراءة ابن مسعود: (والذكر والأنثى)

في صحيح البخاري/ كتاب فضائل الصحابة/باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما
حدثنا مالك بن اسماعيل حدثنا اسرائيل عن المغيرة عن ابراهيم عن علقمه قال : ( قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا ، فاتيت قوما فجلست إليهم ،فإذا شيخ قد جاء حتى جلس الى جنبي ، قلت من هذا ؟ قالوا ابو الدرداء، فقلت : اني دعوت الله ان ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي . قال : ممن انت ؟ قلت: من اهل الكوفة.قال : أوليس عندكم ابن ام عبدٍ صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أوليس فيكم صاحب سر النبي الذي لا يعلمه احد غيره ؟ ثم قال كيف يقرأ عبدالله ( والليل إذا يغشى ) فقرأت عليه ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ) (( والذكر والانثى )) قال والله لقد أقرانيها رسول الله من فيهِ إلى فيَّ
فتح الباري لابن حجر
المجلد 11 – ص 91 ت نظر الفريابي
قال الحافظ:
ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه، والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليها تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت. اهـ
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ص 372 المجلد 14 ط أولاد الشيخ:
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشام، فدخل مسجد دمشق، فصلى فيه ركعتين وقال: اللهم، ارزقني جليسًا صالحًا. قال: فجلس إلى أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: كيف سمعت ابن أم عبد يقرأ: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى؟ قال علقمة: (والذكر والأنثى). فقال أبو الدرداء: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال هؤلاء حتى شككوني. ثم قال: ثم ألم يكن فيكم صاحب الوساد وصاحب السر الذي لا يعلمه أحد غيره، والذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رواه البخاري هاهنا ومسلم، من طريق الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلنا، فقال: أيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال كيف سمعته يقرأ: والليل إذا يغشى؟ قال (والذكر والأنثى) قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا. وهؤلاء يريدوني أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم.
هذا لفظ البخاري: هكذا قرأ ذلك ابن مسعود، وأبو الدرداء – ورفعه أبو الدرداء – وأما الجمهور فقرءوا ذلك كما هو مثبت في المصحف العثماني في سائر الآفاق: وما خلق الذكر والأنثى. اهـ
قال ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج 8 ص 632
وقوله تعالى: وما خلق الذكر والأنثى يحتمل أن تكون [ما] بمعنى: ((الذي)) كما قالت العرب: ((سبحان ما سبح الرعد بحمده)) وقال أبو عمرو وأهل مكة: يقولون للرعد: سبحان ما سبحت له، ويحتمل أن تكون [ما] مصدرية، وهو مذهب الزجاج.
وقرأ جمهور الصحابة: وما خلق الذكر، وقرأ علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبو الدردااء – وسمعها من النبي – وعلقمة، وأصحاب عبد الله: [والذكر والأنثى]، وسقط عندهم وما خلق، وذكر ثعلب أن من السلف من قرأ: (وما خلق الذكر والأنثى) بخفض [الذكر]، على البدل من [ما]، على أن التقدير: وما خلق الله، وقراءة عليّ رضي الله عنه: ((ومن ذكرٍ)) تشهد لهذه.
وقال الحسن: المراد هاهنا بالذكر والأنثى آدم وحواء عليهما السلام، وقال غيره: هو عام.
قال ابن العربي في كتاب أحكام القرآن – ج 4 – ص 404
قراءة العامة وصورة المصحف وما خلق الذكر والأنثى، وقد ثبت في الصحيح أن أبا الدرداء وابن مسعود، كانا يقرآن: والذكر والأنثى.
قال إبراهيم: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلنا: قال: كيف تقرؤون: والليل إذا يغشى؟ قال علقمة: والذكر والأنثى. قال: أشهد أني سمعت رسول الله يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدون أن أقرأ: وما خلق الذكر والأنثى، والله لا أتابعهم.
قال القاضي: هذا مما لا يلتفت إليه بشر، إنما المعول عليه ما في المصحف، فلا تجوز مخالفته لأحد، ثم بعد ذلك يقع النظر فيما يوافق خطه مما لم يثبت ضبطه، حسبما بيناه في موضعه، فإن القرآن لا يثبت بنقل الواحد، وإن كان عدلاً، وإنما يثبت بالتواتر الذي يقع به العلم، وينقطع معه العذر، وتقوم به الحجة على الخلق.
قال القرطبي في تفسيره ج 20 ص 81 ت البخاري
قال أبو بكر الأنباري: وحدثنا محمد بن يحيى المروزيّ قال حدثنا محمد قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله : (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين)؛ قال أبو بكر: كل من هذين الحديثين مردودين؛ بخلاف الإجماع له، وأن حمزة وعاصما يرويان عن عبد الله بن مسعود ما عليه جماعة المسلمين، والبناء على سندين يوافقان الإجماع أولى من الأخذ بواحد يخالفه الإجماع والأمة، وما يبنى على رواية الواحد؛ لما يجوز عليه من النسيان والإغفال.
ولو صح الحديث عن أبي الدرداء وكان إسناده مقبولاً معروفًا، ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وسائر الصحابة رضي الله عنهم يخالفونه، لكان الحكم العمل بما روته الجماعة، ورفض ما يحكيه الواحد المنفرد، الذي يسرع إليه من النسيان ما لا يسرع إلى الجماعة، وجميع أهل الملة.
اهـ
قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ج 8 ص 477
والثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر، (وما خلق الذكر والأنثى) وما ثبت في الحديث من قراءة (والذكر والأنثى) نقل آحاد مخالف للسواد فلا يعد قرآنًا.
اهـ
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام :
قال أبو محمد فإن ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد } ومثل ما صح عن عمر رضي الله عنه من قراءة { صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا لضآلين } ومن أن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعد المعوذتين من القرآن وأن أبيا رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا
قلنا كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه عن النبي صلى الله عليه و سلم البتة ونحن لا ننكر على من دون رسول الله صلى الله عليه و سلم الخطأ فقد هتفنا به هتفا ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام ولم يكلفنا الله تعالى الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به ولا تكفل بحفظه فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دونه ممن روى عن الصاحب والتابع ولا معارضة لنا بشيء من ذلك وبالله تعالى التوفيق
وإنما تلزم هذه المعارضة من يقول بتقليد الصاحب على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن فهم الذين يلزمهم التخلص من هذه المذلة وأما نحن فلا والحمد لله رب العالمين إلا خبرا واحدا وهو الذي رويناه من طريق النخعي والشعبي كلاهما عن علقمة بن مسعود وأبي الدرداء كلاهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أقرأهما { ولليل إذا يغشى ولنهار إذا تجلى وما خلق لذكر ولأنثى } قال أبو محمد وهذا خبر صحيح مسند عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو محمد إلا أنهما قراءة منسوخة لأن قراءة عاصم المشهورة المأثورة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم وقراءة ابن عامر مسندة إلى أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهما جميعا { وما خلق الذكر ولأنثى } فهي زيادة لا يجوز تركها
قال النووي:
( أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئا منه كفر، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه)..المجموع شرح المهذب3/396
(و في المحلى لابن حزم الأندلسي تكذيب للرواية والدليل أنه قد صحت قراءة عاصم برواية شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان)…المحلى1/13.
- قراءة الإمام عاصم لها راويان:
شعبة: وسنده عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
حفص: سنده عن عاصم عن أبي عبدالرحمن السلمى عن على بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقراءة عاصم براوييه يثبتان المعوذتين، فكيف يثبت عاصم المعوذتين بروايته عن زر بن حبيش عن ابن مسعود والروايات تقول إنه كان يمسحهما؟
لهذا تكون رواية شعبة المتواترة تبطل القول بأن ابن مسعود كان يمسح المعوذتين من مصحفه بعد الجمع، وإذا صحت الروايات فإنما كان ذلك قبل الجمع، ولو أن ابن مسعود أصر على حذف المعوذتين ما تركوه الصحابة وسكتوا عنه وتركته درة الفاروق..ولو كان يحذف المعوذتين مقتنعا برأيه ما سكت ابن مسعود عن المصاحف الأخرى وهو الجريء في الحق، ولاعترض على الصحابة وطالبهم بحذفهما ولأصر أنهما ليستا من القرآن، فهل هناك رواية تفيد اعتراض الصحابة عليه أو اعتراضه عليهم؟
الجواب: لا يوجد.

وكذلك الحال مع قراءة “والذكر والأنثى“، وقراءة الفاروق وبعض الصحابة “صراط من أنعمت عليهم” ، فهذه من أبواب النسخ، ولما تم جمع القرآن بإجماع الصحابة لم يعد هناك مخالف، وهو نفس الحكم عند بعض الصحابة ومنهم عائشة أم المؤمنين، فكانت تروي آيات كانت تتلى، لكنها نسخت لاحقا، وفي العرضة الأخيرة من جبريل لرسولنا الكريم وقراءته على الصحابة تبين الناسخ والمنسوخ، وصار جمع القرآن ونسخه في عدة نسخ عثمانية تحوي الأحرف السبعة حجة اتفق عليها جميع الصحابة…

الحسم في مثل هذه المواضيع هو النقاش حول القرآن بعد جمعه وليس قبله، فبعد جمعه لم يعد هناك خلافٌ حوله حيث جمع القرآن على الأحرف السبعة بحضرة الصحابة الكبار والقراء وكتبة الوحي على العرضة الأخيرة التي تبين فيها الناسخ من المنسوخ قبل وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.



أقرا المزيد
 

شبهات و ردود copyright © 2011 | Template design by O Pregador | Powered by Blogger Templates custom blogger templates / قوالب بلوجر / برعايةمعهد خبراء بلوجر